الإخوان المسلمون في أمريكا
21 مارس 2015
بدأ حسن البنا تنظيم الإخوان المسلمين بستة فقط من الأعضاء عام 1928. وبعد عشر سنوات وصل عدد أعضاء الإخوان إلى 200000 عضو. وفي نهاية عام 1948 وميلاد دولة إسرائيل، وصل عدد الإخوان إلى 2 مليون في مصر وهو ما يعادل 10% من سكانها في هذا الوقت ومن بينهم الأطفال والنساء. وقد أنشئت الجماعة بشكل تنظيم صحوي بهدف إرجاع مصر وباقي الدول الإسلامية مرة إخرى إلى الإسلام والقرآن وتعاليم النبي محمد. وقد سعوا كذلك إلى نشر الإسلام في كل بقاع العالم سواء بالوسائل السلمية أو بالعنف إذا ما تطلب الأمر.
وكان الهدف المعلن جعل العالم كله يخضع لحكم الشريعة الإسلامية وحاكم واحد وهو ما يعرف باسم (الخلافة الإسلامية). وقد سقطت الخلافة الإسلامية منذ هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى وإسقاطها على يد الإصلاحي العلماني كمال أتاتورك في عام 1924.
يؤمن الإخوان المسلمون بالجهاد الإسلامي الأصولي القديم وهو الحرب المقدسة ضد كل من يعادي الإسلام. والجهاد الروحي، هو مصطلح اعتنقه الأكاديميون غير المسلمون فضلا عن الإئمة المسلمون وهو ما لم يذكر كثيرا في القرآن وفي سنة محمد. وبالنسبة للإخوان المسلمين وبالنسبة للمسلمين جميعا تقريبا،فإن الجهاد يعني فرض الإسلام والشريعة الإسلامية بالقوة. فالإخوان المسلمين لديهم نفس التعاليم الدينية والأيديولوجية التي لدى التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وحماس وحزب الله. في الحقيقة شكلت حماس على يد الإخوان المسلمين وقد كان زعيم القاعدة مولعا بهم في السابق. هناك علاقة تعاونية بين الإخوان المسلمين وحزب الله الشيعي الذي ترعاه إيران.
أما أكثر الجماعات الإسلامية بربرية، الدولة الإسلامية، فما هي إلا تفرع من القاعدة ولها أهداف مطابقة لأهداف حماس والإخوان المسلمين. وفي وقت قصير منذ انسحاب أمريكا من العراق، صارت داعش الجماعة الإرهابية الأكبر في العالم وهي الآن صارت جماعة ثرية ومعتمدة على نفسها ماديا. تسيطر داعش الآن على 2 مليار من الدخل السنوي للنفط الذي يأتيها من سوريا وشمالي العراق. وقد أعلن قائدها أبو بكر البغدادي نفسه خليفة وله سلطة روحية وحاكمة على المسلمين جميعا في أنحاء العالم. وقد ميزت داعش نفسها عن باقي الجماعات بعمليات الذبح التي تقوم بها. ووفقا للبروفيسور هاري هوتشينسون من جامعة أوكسفورد، في خطاب لكلية أوكسفورد في يوليو 2014، فإن داعش وباختصار تقوم بذبح المسيحيين واليهود سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا ممن يرفضون التحول للإسلام. كما أنهم يقومون باغتصاب النساء المسلمات غير المتعاونات معهم ويخبرونهم بأنهم يمكن أن ينقذوا أنفسهم من هذا المصير من خلال التعاون معهم والانضواء تحت لواء الجهاد. يطلقون النار على الأطفال أمام أمهاتهم المزعورين وينشرون الخوف الشديد من أية مقاومة.
إن الاختلاف بين الإخوان وحماس والقاعدة وداعش إنما هو فقط في الاستراتيجية والتكتيكات. إن استراتيجية الإخوان المسلمين هي بناء التنظيم بشكل بطيء حتى يدكوا أنهم صاروا قادرين على هزيمة الدول غير الإسلامية من خلال عملية أخيرة عنيفة. إنهم يستخدمون ما يعرف في الإسلام باسم "التقية". وفي ظل هذا المفهوم الديني فإن الكذب مباح لخداع غير المسلمين حول طبيعة الإسلام والجهاد والشريعة. ويمكن للتقية أن تستخدم في الدفاع أو في الهجوم.
وقد تقدم الإخوان المسلمون في الدول الغربية من خلال العيش في سلام بينما أعدادهم صغيرة ويقومون بتصعيد تسليحهم وعنفهم في الوقت الذي يقومون فيه بإنشاء وجود عددي أكبر واختراق إلى المجتمع الذي يستضيفهم. إنهم يتقدمون أيضا من خلال المنظمات الخيرية وعمل الخير للأسر المسلمة. وهذا الأمر مؤثر للغاية سواء في زيادة الدعم السياسي بين المسلمين وكذلك في إقناع غير المسلمين أن أهداف الإخوان إنما هي سلمية ومحبة للآخر. وتضم ولاية الإخوان في أمريكا هذه الكلمات:
"ابذلوا كل الجهد لإقامة مؤسسات اجتماعية تعليمية واقتصادية وعلمية ولإنشاء مساجد ومدارس وعيادات وملاجئ ونوادي."
ويقوم الإخوان باستغلال عدد كبير من المنظمات من أجل ترسيخ ما يسمونه الجهاد الحضاري، وهو التسلل إلى المجتمع المستضيف وتدميره. وقد كانت أولى هذه المنظمات في أمريكا الشمالية هي "رابطة الطلاب المسلمين" في 1963. وقد غطت هذه الرابطة كل جزء في الولايات المتحدة وهي في الأساس تعمل على تقديم الإسلام كبديل مقبول للأديان الأخرى. أما أيديولوجيتهم الثورية فهذه لم يفصحوا عنها أبدا للآخرين. وتقريبا جميع المنظمات الإسلامية في أمريكا كانت قد شكلتها الرابطة التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون.
وفي عام 1973 قام بعض أعضاء الإخوان المسلمين من السعودية بإنشاء (NAIT) والتي تمول وتسيطر الآن على أكثر من 80% من الممتلكات التي تمتلكها المساجد الإسلامية والمدارس وبعض المنظمات الإسلامية الأخرى في الولايات المتحدة. أما الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية فقد أنشئت في 1980 وهي الآن أكبر جبهة للإخوان المسلمين في أمريكا الشكالية. تسلل الإخوان المسلمون إلى الحكومة الأمريكية وكذلك الأعمال التعليمية والمؤسسات الدينية وحتى إلى جهاز الاستخبارات الأمريكية وقد توسعت بشكل كبير هناك.