فورين بوليسي
جيسي فيريس
هناك ثلاثة دروس مستفادة من حرب اليمن التي خاضتها مصر في ستينيات القرن الماضي، على خلفية عملية عاصفة الحزم التي يشنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على الحوثيين في اليمن، منذ أيام، واحتمالية مشاركة مصر بريا فيها، على حد قول المجلة. كان حجم الخسائر التي تكبدتها مصر في تلك الحرب التي استمرت منذ 1962 إلى كبيرا 1967، حيث راح ضحيتها 10 آلاف جندي وضاعت معها مليارات الدولارات، لتصبح فيتنام أخرى، كما وصفها الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر في حديثه للسفير الأمريكي بالقاهرة.
أنه ليس مفاجئا الرفض التام من جانب قطاع كبير من المصريين إرسال أي قوات برية للقتال في ساحة معركة بعيدة عن أراضيهم، مع رفضهم تدمير جيشهم الحديث لبناء بلد غير موجودة، حيث أنهم لا يريدون وضع قدم في اليمن. وعن الدروس المستفادة من حرب اليمن التي يجب على مصر تدبرها قبل التفكير بإرسال قوات برية إلى اليمن مجددا، أولها عدم توقع الدعم الكامل من الولايات المتحدة الأمريكية، فإدارة أوباما تختلف بشكل كبير مع القاهرة والرياض في تصور الشرق الأوسط، كما إن السعودية بعدما انضمت لها مصر في الحرب ضد الحوثيين، ستفعل ما بوسعها لإيقاف جنون المجهودات الأمريكية لاستعطاف إيران، بالضبط كما فعلوا في الستينات حينما كان عبدالناصر خصمهم، لكن الآن هناك شك أن يتم الاستماع لهم.
وثانيا، إن تدخل قوات برية سيلزم تحريك جيشا جرارا إذا كانت هناك رغبة من التحالف للسيطرة على اليمن، ففي الستينيات نشرت مصر 70 ألف جندي، وفشلت في تهدئة أوائل الحوثيين اليوم. وليس صدفة أن اليمن معروفة باسم مقبرة الأتراك، لما تكبدته القوات العثمانية من خسائر فادحة في محاولتهم لإخماد التمردات القبلية المتكررة في القرن التاسع عشر. عليه من الأفضل لتدخل القوات البرية أن يقلل من أهدافه، من خلال اتفاق لتقاسم السلطة يحتفظ بموجبه الحوثيون بمكاسبهم لكنه يحرمهم من السيطرة على مدينة عدن ومضيق باب المندب، ويمكن القيام بذلك من خلال قوات برية أقل عددا مدعومة من القوات الجوية والبحرية.
الدرس الثالث هو عدم وجود ولاءات دائمة في اليمن، فالسعوديين تلقوا مؤخرا تذكيرا بهذه الحقيقة، حينما تخلى الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، عنهم لصالح الحوثيين، والذين بدورهم لم تكن لديهم أي مشكلة في التحالف معه على الرغم من مقتل مؤسس جماعتهم في 2004 على يد الجيش اليمني بأوامر منه.