ديفنس وان: إعادة المساعدات الأمريكية لمصر فرصة جديدة للسيسي

ديفنس وان: ديريك تشوليت

 

إن قرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما، باستئناف المساعدات العسكرية لمصر كان صعبا لكنه القرار الصحيح، لكن لم يجعل الكثيرين سعداء، مشيرًا إلى أن بعض المعارضين للقرار سيقولون إن الرئيس الأمريكى أذعن فى النهاية للواقع، ويجادلون بأن العلاقة العسكرية مع مصر هامة للغاية لدرجة لا ينبغى معها فقط استمرار المساعدات، ولكن ألا يتم تعليقها مجددا أبدا.  بينما سيقول آخرون إنه رضخ للضغوط السياسية وأدار ظهره للديمقراطية، ويجادلون بضرورة تغيير جذرى فى العلاقات مع مصر، وربما إنهاء المساعدات العسكرية التى كانت حجر الزاوية فى العلاقات بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود، بينما ستنتقد مجموعة ثالثة من المعارضين تنفيذ السياسة ويؤكدون على أن ما حدث هو أسوأ الأمور، أولا بتعليق المساعدات ثم السماح باستمرارها، مما يعنى أن الإدارة أضرت بمصداقيتها فى تعزيز الديمقراطية والثقة المصرية فى الولايات المتحدة. 

 

القرار يمثل التوازن الصحيح! ومن مصلحة أمريكا أن تكون مصر قوية وآمنة، وأن يكون جيشها حديثا وقويا، ومن مصلحة أمريكا أن تكون مصر قائدة وقوة للاستقرار فى منطقة مضطربة للغاية، وهو ما يجعل قرار أوباما باستئناف المساعدات الكاملة هو القرار الصحيح، لكن الأكثر أهمية هو أن محاولات أوباما لتحديث العلاقة مع مصر هى المفتاح لضمان أن الروابط الأمنية التى خدمت المصالح الأمريكية لسنوات كثيرة، تظل قائمة وذات الصلة بحقائق القرن الحادى والعشرين.

 

استئناف المساعدات لن يرضى أحدا فى واشنطن! من ناحية أخرى، فالإعلان عن استئناف المساعدات مثل أغلب بيانات السياسة الأمريكية عن مصر فى السنوات الأخيرة لن يرضى أحدا على الأرجح، كما أنه لا يشير أيضا، مثل كل القرارات السابقة، إلى أن الإدارة لديها نهجا متماسكا إزاء مصر، التى تعد بلدا هاما من الناحية الجيوسياسية.  وبالنسبة للمراقبين عن كثب لدور المساعدات الأمريكية فى العلاقات المصرية الأمريكية، فإن القرار أكثر أهمية مما يبدو، وليس نصرا للسيسى لكنه يمثل فرصة له. 

 

إن الإعلان الأخير لا يمثل عودة ببساطة إلى "الأمور المعتادة"، فإنهاء تدفق الأموال سيجعل من السهل على الولايات المتحدة تخفيض أو إعادة هيكلة برامج المساعدات الأمريكية مع مصر فى المستقبل. حيث تخسر مصر ميزة خاصة فى استخدام أموال المساعدات الأمريكية التى تمتعت بها إسرائيل وحدها، بينما تكسب واشنطن ميزة مرونة جديدة تجعل المساعدات أقل من كونها "شيك" على بياض للقاهرة. 

 

تلك التعديلات تعنى لأول مرة أن المساعدات العسكرية سيتم هيكلتها كشىء له قيمة جوهرية فى دفع مصالح أمنية مشتركة محددة، بدلا من أن تكون رمزا لعلاقة شراكة مكلفة لكنها غامضة. تدفق الأموال خير دعم الحزبين فى أمريكا!  كما إن تدفق الأموال الأمريكية قد خسر الدعم من كلا الحزبين فى واشنطن ولن يتم على الأرجح استعادتها مهما كان القادم للبيت الأبيض عام 2017، لكن برغم التغيير فى برامج المساعدة، تستطرد الخبيرة الأمريكية، فإن استئناف المعونة يمثل تراجعا بائسا واضحا عن الرهان عندما علق أوباما المساعدات فى أكتوبر 2013.