نخبة رجال الأعمال المصرية بعد مبارك

نخبة رجال الأعمال المصرية ما بعد مبارك :
لاعب قوي بين الجنرالات والإخوان

تتناول الدراسة التى أصدرها (المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية) للباحث (استيفان رول) سيطرة نخبة رجال الأعمال على الاقتصاد المصرى خلال العقد الأخير من عهد مبارك، فخلال العقد الأخير من فترة حكم مبارك سيطرت مجموعة من رجال الأعمال على قطاعات كبيرة من الاقتصاد المصري، وهو الأمر الذي وصل بهم ليصيروا نخبة سياسية كذلك وصاروا يمثلون جزءا كبيرا في السيطرة على القرارات الاستراتيجية. ويطرح هذا الأمر سؤالا حول دور نخبة رجال الأعمال في عملية التحول في مصر والتي بدأت مع إسقاط الرئيس حسني مبارك في بداية عام 2011. هل نجح ذلك في الدفاع عن وضعهم القيادي في الاقتصاد المصري؟ وفوق كل ذلك: هل ستستمر هذه النخبة في لعب دور سياسي مهم في مرحلة ما بعد مبارك؟

وكما يظهر التحليل التالي فإن رجال أعمال المصريين قد نجحوا بشكل كبير في الحفاظ على سيطرتهم السياسية والاقتصادية إلى يومنا هذا. وبالرغم من أن غضب الكثير من المصريين الذين نزلوا إلي الشارع في أوائل 2011 كان منصبا بشكل كبير على نخبة رجال الأعمال بسبب فسادهم، إلا أن معظم رجال الأعمال لا يزالون يسيطرون على امبراطورياتهم حتى الآن مع وجود هذا الاضطراب. ولم يكن هناك سوى عدد قليل جدا من رجال الأعمال الذين تم تحويلهم إلى المحاكم في الشهور التي تلت التحول السياسي. وقد استفاد رجال الأعمال كثيرا من الموقف المتساهل بشكل كبير من المجلس العسكري الذي تولي شئون البلاد حيال فسادهم وغابت الشفافية والإجراءات القانونية الصارمة حيال هذه النخبة.

وقد نهجت جماعة الإخوان المسلمين هذا النهج، فحتى قبل فوز مرشحها الرئاسي محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية عام 2012، كانت تعمل على التحالف مع نخبة رجال الأعمال ولم تبذل أي جهد لتلبية مطالب المجتمع المدني حول فتح التحقيق والتحريات حول الممارسات الخاطئة لكثير من رجال الأعمال. وبدلا من ذلك، جعلت جماعة الإخوان من أولوياتها عمل تسويات خارج إطار القضاء وفضلت التعاون مع تلك النخب وضمها إلى شبكة سلطتها وقوتها. ولكن فوق كل ذلك، قامت ببناء سياساتها الاقتصادية على مبادئ مأخوذة من حقبة مبارك مثل التركيز على النمو والقطاع الخاص. وهذا التوجه، لا يفيد سوى الفئة الثرية من رجال الأعمال في الدولة. إلا أن محاولة الإخوان المسلمين في استمالة نخبة رجال الأعمال المصرية قد باءت بالفشل، وكذلك جهود عدد من أعضاء الإخوان المسلمين لتوسيع أنشطتهم في مجال الأعمال. ولم تكن هناك سوى مجموعة من رواد الأعمال اتفقت مع الإخوان المسلمين وقبلت مطالبتها للسلطة السياسية. وقد كانت خصوم الإخوان تدعم المعارضة ماليا وكذلك تنشيء قنوات إعلامية خاصة من أجل النيل منهم. وكانت الأغلبية العظمى من نخبة رجال الأعمال العلمانية لا تثق في الإسلام السياسي الذي لا ينتمي إلى دوائرهم الاجتماعية. وقد تعمق حذرهم وزاد خلال فترة رئاسة مرسي وحكومته التي كانت تفتقر إلى الكفاءة والاحترافية في سياستها الاقتصادية وأرسلت بإشارات خاطئة إلى معسكر رجال الأعمال.

كما أن الصراع مع أقسام نخبة رجال الأعمال يمكن أن يكون السبب فيه موزعا على فشل الإخوان في تجميع القوة المطلوبة خلال الانتخابات. كانت الإطاحة بمرسي في الثالث من يوليو 2013 بناء على ضغط شعبي في الشوارع، إلى جانب جماعات أخرى من وراء الستار من بينها نخبة رجال الأعمال والتي عملت لشهور للتأكد من سقوط الإخوان سياسيا. كما أن حكومة مرسي، التي لم تحظى بالدعم الشعبي في مناوراتها السياسية، قد افتقرت إلى القوة من أجل مقاومة هذه الجماعات التي تقف أمامها ومن بينها نخبة رجال الأعمال.
ولا تزال سيطرة نخبة رجال الأعمال على العملية السياسية أمر ملاحظ بشكل كبير.

عدد صفحات الدراسة 34 ورقة
لطلب الدراسة كاملة تواصل معنا على الموقع