إيران: التقدم في أربع جبهات نحو الهزيمة
21 مارس 2015
يشعر الإيرانيون بحماسة بالغة الآن. فقواتهم تتقدم في العديد من الجبهات (اليمن وسوريا والعراق وكذلك في هزيمة الفصائل). المستقبل يبدو مشرقا.
تثق الحكومة وغالبية الإيرانيين في أن إيران سوف تقوم بالعمل على التفاوض من أجل شق طريقها بعدا عن قائمة العقوبات المتزايدة نحو برامجا النووية والصواريخ البالستية. وقد وضع وقت لنهاية المفاوضات في 31 مارس ولا تزال هناك العديد من النقاط الرئيسية من عدم الاتفاق. وتشعر إيران بالراحة لحقيقة أن دول التحالف (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا) والتي تتفاوض معهم إيران منقسمين مع رغبة متنامية بين العديد منهم للثقة في التزامات إيران بأي معاهدة. العديد في الغرب (وفي العالم العربي) لا يثق في إيران ويريد اتفاقا تتم مراقبته عن كثب. وتقول إيران أن مثل هذا إنما يعد انتهاكا لسيادتها وأشياء من هذا القبيل.
وترى الديكتاتورية الدينية الإيرانية هذه المفاوضات على أنها حيوية للغاية من أجل بقائها. والسبب في هذا بشكل جزئي هو أن معظن الإيرانيين قد قرروا أن رجال الدين الذين يحكمون والجمهورية الإسلامية الإيرانية فاشلون. ويمكن أن يلاحظ هذا الفشل في الإغراق في معدل المواليد وكذلك إدمان المخدرات والمظاهرات الكثيرة وإن كانت صغيرة ضد قادة الحكم الديني. يشعر الشباب الإيراني وكأنه مسجون ويقضي حكما بالسجن مدى الحياة في سجن مظلم على يد قادة دينيين فاشلون حتى في معافاة الاقتصاد. وقد جعلت العقوبات الاقتصادية الأمر أسوأ.
وحتى مع رفع العقوبات لا تزال إيران لديها مشكلة مع قدرة السعودية على الحفاظ على سعر النفط منخفضا للغاية وهو ما لا تقدر على تحمله إيران سواء في القطاع العسكري أو قطاع الصناعات. وحرب الأسعار التي تشنها السعودية تجعل الإيرانيين أكثر تحفزا للحصول على السلاح النووي لأن هذا من شأنه أن يعطيهم سلاحا يردع السعودية ويقوض سلاحها النفطي.
غير أن إنهاء العقوبات وإنتاج الأسلحة النووية هما الأمرين الوحيدين اللذان يمكن لرجال الدين في إيران فعلهما من أجل تحسين وضعهم. كما أن الاستقالة أو السماح بإجراء تصويت حر لم يعودا من الخيارات لأن معظم رجال الدين البارزين (أو أعضاء من عائلاتهم) سوف يكونون عرضة للمساءلة القانونية وذلك بسبب الفساد أو استغلال السلطة (فلديهم أعداء مثلا الإسلاحيين أو أهالي المقتولين أو من سجنوا ظلما) وذلك في حال تركوا السلطة. يمكن لرجال الدين أن يخدعوا أنفسهم بالتفكير في أنهم يسيرون البلاد باسم الإسلام ولكن هذا لا يبرر فسادهم وقتلهم وسلوكهم سلوكا سيئا. وغالبية الإيرانيون يرون ذلك.
لا يزال التضخم مرتفعا ولكنه لا يزيد. لقد قارب التضخم نسبة 16% لقرابة الستة أشهر. وقد منعت الجهود الإيرانية لمنع التهريب شحنات النفط من الانخفاض. وهذه المبيعات تصل الآن إلى حوالي 1.4 مليار دولار شهريا وهو أقل مما تنفقه الحكومة. وإضافة إلى دخل النفط المنخفض فإن الحكومة مجبرة على إنفاق 8% من 62 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية (حسابات الادخار الحكومية) في العام المقبل وذلك بسبب تحديث طال تأجيله لحقول النفط والغاز.تأجلت عمليات الصيانة والتحديث لعقود وذلك بسبب العقوبات (والتي منعت الشركات الأجنبية من القيام بهذه الأعمال أو التزويد بالمعدات اللازمة من أجل القيام بأعمال في إيران) وكذلك بسبب أولويات إنفاق أخرى. ولذلك فإن الصيانة والتطوير قد توقفت عاما بعد عام. والآن فإن العدد الكبير من الآبار وخطوط الإمداد والمنشئات الأخرى والتي تتهاوى قدرتها على ضخ المزيد من النفط حتى ولو تكن هناك عقوبات مفروضة. وتقدم الصين الكثير من المعدات المطلوبة والتي يمكن تهريبها إلى إيران. ويمكن للصين أيضا أن تقوم بإمداد معدات التصنيع التي تساعد إيران على إيجاد بعض المعدات المطلوبة. تقوم إيران بتهريب المزيد من النفط ولكن ذلك مع توقعات محلية بهبوط الأسهار إلى 40 دولار للبرميل.
وعلى الحدود السورية، تقوم إسرائيل بمزيد من العمل مع الثوار السوريين (ما عدا داعش) وذلك للمساعدة في الوقوف أمام إيران والتصدي لإنشائها مزيدا من الحضور في المنطقة ومن ثم تقوم بالهجوم على إسرائيل. إن إيران تشحذ قوتها من أجل ذلك وقد أرسلت أيضا العديد من الضباط البارزين للعمل مع حزب الله والجيش السوري وذلك من أجل الإطاحة بجميع الثوار على الحدود الإسرائيلية. وقد قامت إيران بإرسال آلاف من المتطوعين الإيرانيين للانضمام إلى المسلحين من الثوار في مواجهة الثوار السوريين. ومن الواضح أن إيران تحاول السيطرة على المنطقة المواجهة للحدود الإسرائيلية والإحاطة بها. وسوف يمد هذا إيران بمنطقة تقع تحت سيطرتها على الحدود الإسرائيلية. الثوار السوريون الذين طالما سيطروا على هذه المناطق يدفعون الآن بعيدا عنها وليس الأمر الآن ببعيد عن إسرائيل.
إن الهجوم العراقي للسيطرة على تكريت (مدينة عربية سنية تبعد 125 كيلومتر شمالي بغداد) إنما هي عملية إيرانية في المقام الأول. وقد بدء الهجوم في الأول من مارس وقد امتد خارج مركز المدينة ليسمح لأكثر المدنيين بالخروج وتجنب إراقة الدماء والمعركة الفاصلة المدمرة. معظم القوات المهاجمة هم من المسلحين الشيعة المنظمين والمدربين والمتمعين باستشارات إيرانية وفي بعض الأحيان قيادات إيرانية. وهناك جنرال إيراني بارز (رئيس قوات القدس، وهو تنظيم إرهابي دولي ينظم جماعات مسلحة موالية لإيران خارج إيران) يقوم بمراقبة العملية. ليس هناك دعم أمريكي جوي ويقول الأمريكيون أن العراق لم تطلب شيئا من هذا القبيل. إن السبب الحقيقي وراء عدم التدخل الجوي الأمريكي هو حقيقة أن هذه عملية إيرانية وإذا ما قامت أمريكا باستخدام طائراتها وصواريخها الذكية فإن إيرام سوف تلقي باللوم على أمريكا في أي كوارث مدنية. وتخشى العراق من سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وذلك لأن غالبية سكان تكريت البالغ عددهم 200000 هم من العرب السنة. وتكريت هي مسقط رأس صدام حسين والذي لا يزال يعتبر بطلا هناك. وترى إيران صدام حسين مجرم حرب وعدو لدود للشيعة المسلمين. إن التقدم كان بطيئا ولكنه راسخ وذلك بفضل التدريبات الإيرانية والمراقبة. نشرت داعش الكثير من الألغام وكذلك قنايل يتحكم فيها عن بعد وكذلك آبار نفط محروقة لإعاقة التقدم. وقد وجدات القوات الشيعية مقابر جماعية للشيعة (أو السنة الذين يعملون للحكومة) والذين قامت داعش بذبحهم. رسميا تعارض الحكومة العراقية قتل المدنيين السنة غير أن هذا التكتيك هو الذي أدى لانهيار آخر هجوم إسلامي إرهابي في 2008. ومنذ ذلك الحين، واصل السنة ازدرائهم للإرهابيين الإسلاميين والخوف من جولة أخرى من قتل الشيعة. ولذلك فهذه المرة هناك تحريم رسمي من الانتقام ضد المدنيين السنة.
وقد طمأن المسؤولون الإيرانيون مرارا وتكرارا العراقيين والغرب من أن إيران لن ترسل وحدات قتالية إلى العراق. والإشاعات التي تقول بأن وحدات قتالية إيرانية في العراق كثيرة وذلك لأن هناك العديد من الأفراد الإيرانيين الذين تطوعوا لقتال داعش. وبينما تقوم إيران بتشجيع المتطوعين الشيعة من شتى بقاع الأرض للانضام والتطوع من أجل الدفاع عن الأماكن الشيعية المقدسة في جنوبي العراق فإنه لا يوجد دليل على وجود وحدات إيرانية في العراق.
رست مقاتلة بحرية إيرانية مؤخرا في ثاني أكبر موانئ اليمن (السالف) وقامت بتفريغ شحنة أسلحة تبلغ 185 طنا ومعدات عسكرية. كان يمكن للسعودية أن تقوم بإغلاق الميناء ومراقبة البحري الأحمر وحركة الملاحة فيه وتجعل من الصعب على إيران مواصلة دعمها للثوار الشيعة في اليمن. ولكن هذا من شأنه أن ينذر بحرب بحرية غير معلنة بينما السعودية تريد تجنب مثل هذه الأشياء. حتى وقت متأخر لم يكن لإيران بشكل رسمي شيء تقوم به في اليمن ولكنها الآن قد وقعت اتفاقيات مساعدة ودعم مع الثوار الشيعة الذين لا يزالون يقاتلون الغالبية السنية للسيطرة على كافة البلاد. يعرف العرب أن النصر في اليمن يعني الاحتفال في شوارع إيران وفي الإعلام الإيراني كذلك. وهذا أمر مذل لدول الخليج العربي والسنة بوجه عام. لم تتدخل إيران بشكل مباشر ولكنها الآن تقوم بدعم مفتوح للشيعة في اليمن بالمال والبضائع والمعدات وبعض القوات). إن أمل السنة في تدخل عسكري ينصب على السعوديين ولكن هذا ليس ما تريده المملكة. لا تريد السعودية أن ترى قواتها المسلحة تسقط في اليمن في الوقت الذي يتزايد فيه خطر إيران وتهديدها.
وهناك أيضا خطر آخر لداعش في سوريا والعراق (وفي السعودية نفسها). ليس هناك طريق سهل للخروج من هذه الأحداث للجميع. وقد جرى العرف في تسوية هذه الأمور عند العرب بالاتفاق. قالشيعة اليمنيين يشعرون بالألفة مع الإيرانيين ويرون فيها قائدا للشيعة في العالم ويتوقعون المساعدة منهم. ونجد غالبية الشيعة اليمنيين لا يريدون الفاشية الدينية لإيران ولكنهم يرغبون في قبول المساعدة من إيران والعمل على جعل الغالبية السنية في اليمن أصدقاء لإيران (تماما كما فعلت الغالبية الشيعية في لبنان وسوريا. أما السعودية وباقي دول الخليج فجميعهم معادون بشدة لهذا النوع من المواءمات ولكنهم مترددون في الدخول في حرب لهذا السبب. ولكن هذا ربما يتغير الآن مع إعلان الثوار الشيعة رسميا أنفسهم حكاما لليمن على الرغم من سيطرتهم فقط على العاصمة والشمال (حوالي ثلث البلاد).
17 مارس 2015: هذا العام قامت إيران بتحدي الديكتاتورية الدينية واحتلفت بعيد النار وهي العادة التي كانت منذ ما يقرب من 4000 عام وكانت جزءا من الاحتفال بالعام الجديد وهو احتفال ديني زرادشتية ما قبل الإسلام. وقد هيمنت هذه العقيدة القديمة ما يعرف الآن بإيران لأكثر من أربعة آلاف عام حتى تحول معظم الإيرانيين بقوة السيف إلى الإسلام على يد الغزاة المسلمين.
16 مارس 2015: أعلنت باكستان أنه في بداية هذا الشهر طلبت السعودية من باكستان الانضمام إلى التحالف السني العربي ضد التعدي الإيراني وأن ترسل كتيبة من القوات للمساعدة في تسوية التمرد الشيعي في اليمن. رفضت باكستان، في الوقت الحالي، لأنها لا ترغب في إثارة إيران. وقد طلب من باكستان نفس الطلب في 1979 عندما نجحت الثورة الشيعية في إيران وقامت بتهديد جميع الدول العربية السنية. وفي غالبية عقد الثمانينيات كان لدى باكستان قوة عسكرية متحركة في السعودية وقد عملت كتحديد لشرقي إيران على الحدود مع باكستان. هناك حوالي 20% من الباكستانيين من الشيعة وهم يحاولون بكل ما أتو من قوة أن يمنعوا الإرهابيين الإسلاميين السنة من مهاجمة هؤلاء الشيعة. هذه الهجمات تغضب إيران ولا تريد باكستان أن تجعل الأمور أسوأ.
14 مارس 2015: قامت كل من إيران وروسيا بالعمل سويا وتوقيع اتفاقية لتشكيل مراقبة مشتركة لبنك مشترك وهو ما يمكن إيران من مقاومة العقوبات على الأقل من خلال روسيا وهو من خلال السماح لها بالتعامل مع النظام البنكي الروسي. وقد صارة العراق عضوا غير رسمي في هذا النظام البنكي الروسي الإيراني الجديد من خلال عدد متزايد من الشركات الإيرانية التي أنشئت في العراق. كما أن أفغانستان أيضا تعد شريكا تجاريا ولكن ولأن أفغانستان تعتمد كثيرا على المساعدات الغربية فإن إيران لا يمكنها الاعتماد عليها من أجل مساعدة إيران في الخروج من أزمة العقوبات المفروضة عليها. إذا ما أمكن إقناع الصين بالانضمام إلى هذه الترتيبات فإنها ستكون منافسا هائلا للنظام البنكي الدولي القائم.
8 مارس 2015: رفضت الصين التورط في اليمن. وقد أعلن الثوار الشيعة هناك أنفسهم حكاما شرعيين لليمن مع أنهم لا يسيطرون سوى على ثلثها فقط. يسيطر المسلحون الشيعة على حوالي نصف البلاد ولكن في وسط اليمن يقاوم السنة الذين يمثلون الغالبية من خلال المظاهرات والعنف المسلح. وقد قام القادة المنتخبون مؤخرا بإرساء عاصمة جديدة في الجنوب في عدن. ويحاول الثوار الشيعة أن يحصلوا على المساعدة والاستثمار والدعم الدبلوماسي من الصين وروسيا، اللتان طالما دعمتا إيران الداعم الرئيس للثوار الشيعة في اليمن. ولدى الصين الكثير من الأعمال مع إيران وذلك بسبب بعض أعمال التصدير إلى إيران. ولكن ليس للصين مصلحة في اليمن.
6 مارس 2015: حطت رحلة شحن جوي ثانية من إيران في مطار خارج العاصمة الإيرانية صنعاء. وقد قيل أن معظم ما كانت تحتويه الشحنة هو مساعدات إنسانية طلبها مبعوث الحوثيين إلى إيران وذلك من أجل إنشاء مراكز ثقافية ومتحف للفن الفارسي في اليمن.
5 مارس 2015: الدبلوماسي إيراني الذي كان قد أسر من قبل (القاعدة في شبه الجزيرة العربية) الإرهابيون الإسلاميون في اليمن في العام 2013، إلى إيران. وقد حرر الدبلوماسي على يد عدد من القوات الخاصة الإيرانية الذين يعملون الآن في إيران بشكل واضح. وقد أنكر الثوار اليمنيون أن قوات إيرانية خاصة موجودون في اليمن.
4 مارس 2015: قامت إيران بإعدام ثمانية من الأكراد كانوا قد اتهموا بعدد من التهم. الأكراد هم من السنة وليسوا إيرانيين وهو ما جعلهم عرضة لذلك. طالما كانت إيران إمبراطورية وهي لا تزال كذلك وحوالي نصف السكان في إيران من أصول إيرانية. هناك فقط مشكلة واحدة مع الإمبراطوريات وهي أنهم يريدون أن يعززوا من فكرة "إيران العظمى" والتي تضم على الأقل جميع المناطق المجاورة والتي تضم أعراقا إيرانية. وقد استخدم هتلر من قبل هذا المفهوم من أجل المضي قدما في هذه الاستراتيجية في الحرب العالمية الثانية.
2 مارس 2015: ادعت إسرائيل أن سوريا قد نقلت عددا من صواريخ سكود البالستية (والتي يبلغ مداها 700 كم) إلى حزب الله. وتحمل هذه الصواريخ حوالي نصف طن من المواد المتفجرة. وقد أرسلتهم سوريا إلى حزب الله من أجل تحرير القوات التي بالفعل تحميهم وذلك لتجنب خطر الاستيلاء عليهم. لدى إسرائيل نظام دفاع ضد الصواريخ يمكنه وقف صواريخ سكود وبعض الصواريخ الأخرى طويلة المدى التي تسلمها حزب الله من سوريا وإيران.