واي نت نيوز
روي كايس
24 مارس 2015
أعلنت القاهرة في الأيام الأخيرة عن اعتزامها حذف قصص بارزة لقادة إسلاميين مثل صلاح الدين من المناهج الدراسية وهو القرار الذي أثار جدلا عبر أكبر بلد عربي.
تتحرك وزارة التعليم المصرية من أجل حذف المواد التي تقول أنها تشجع على العنف وهذه الخطوة ما هي إلا جزء من معركة أيديولوجية شنها الرئيس عبد الفتاح السيسي ورجال دين بارزون ضد عنف التطرف الإسلامي الذي تمارسه جماعات راديكالية مثل الدولة الإسلامية والإخوان المسلمين.
قاد السيسي حربا على عدة جبهات ضد التعصب العنيف وذلك من خلال الجيش المصري والقانون والمؤسسات الأمنية مع شعور متزايد بالترقب الدائم وذلك عقب ذبح داعش ل 21 مصريا قبطيا في ليبيا.
وجزء من هذا القرار التاريخي فإن تاريخ صلاح الدين – ذلك القائد السني الذي حرر القدس من الصليبيين في 1187 – لن تكون في قائمة الموضوعات التي يقوم المدرسون بتدريسها.
وقد حذفت قصة صلاح الدين من منهج الفصل الدراسي الخامس للتعليم الابتدائي في البلاد. إضافة إلى ذلك، حذف جزء كبير من قصة البطل الإسلامي التاريخي عقبة بن نافع من مناهج الفصل الدراسي السابع.
بدأ ابن نافع أولى الفتوحات الإسلامية في المغرب العربي من شمال أفريقيا.
وقد أثار هذا القرار الأخير الذي يتعرض للتاريخ الإسلامي حفيظة الإسلاميين خصوصا في مصر خلال الأيام الأخيرة.
وقد سارعت وزارة التعليم لشرح قرارها. فقال المتحدث باسم الوزارة لجريدة الشرق الأوسط العربية ومقرها لندن، "هناك سببين وراء هذا الحذف: الأول هو أن بعض الموضوعات تحث على العنف وقد دخلت إلى المناهج أيام الإخوان المسلمين وأما السبب الثاني فهو تخفيف حمل الدراسة عن الطلاب."
وقد كان تصريح المتحدث الرسمي أكثر رصانة من بيان وزارة التعليم الذي أعلن أن الحذف بمثابة تنظيف للمناهج.
وقد أدت محاولة إصلاح التعليم إلى غضب الديد من المؤرخين المصريين الرائدين وكذلك عددا من الشخصيات السياسية الذين قالوا أن مثل هذا القرار لم يتم فحصه بشكل صحيح وأن مثل هذا الحذف من المناهج إنما يدمر التاريخ.
وقال عضو وسطي في حزب النور السلفي الذي شارك في إسقاط الإخوان المسلمين وكان له مقاعد كثيرة في برلمان ما قبل الانقلاب، "إن قرار وقف تعليم تاريخ صلاح الدين وعقبة بن نافع إنما يؤذي تاريخنا ويضيع هويتنا."
وعلى خلاف التصريحات المشحونة عاطفيا لمؤيدي الإسلام السياسي، حاول رازي سعد أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الأزهر، أن يفسر بشكل منطقي كيف أن هذا القرار لم يكن منطقيا.
وقال، "إن تاريخ صلاح الدين وعقبة بن نافع يحتويان على حقائق تاريخية لا يمكن إنكارها. فالأول قد حرر القدس والآخر فتح أفريقيا. إن تاريخ الإسلام والعرب ومصر يستوجب الاحترام وليس هناك سبب وراء المخاوف."
وردا على حالة الغضب، قالت وزارة التعليم أن الفصول التي حذفت من قصة ابن نافع لن تؤثر على القصة بأكملها. غير أن العاصفة بعد ذلك انتقلت إلى الإعلام المصري ووسائل الإعلام المعارضة للسيسي.