واشنطن تايمز
آر إيميا تيلر
24 مارس 2015
ماذا تعرف – المصلح القيادي للإسلام في العالم يتحول ليصير عاما. إنه ليس ملا عارفا بدينه. إنه ليس ممن يفجرون أنفسهم. إنه حتى لا يمتلك دراجة مسلحة. إنه الجنرال عبد الفتاح السيسي والذي يذكرنا في بعض الأحيان بالجنرال جورج واشنطن والذي تحول من الزي العسكري إلى الزي المدني وانتخب رئيسا لمصر بأغلبية ساحقة.
إن دور السيسي الإصلاحي الجديد لا يجب أن يكون مدهشا. فقد كان أكبر مصلح في العالم العربي هو الرئيس المصري السابق أنور السادات والذي قيد إصلاحاته بالسياسات وسعى نحو إسرائيل. وقد انتهت هذه الإصلاحات عندما قام بعض الأشخاص باغتياله في القاهرة عام 1981. وللتأكد فإن إصلاحات السيسي إصلاحات سياسية ودينية أيضا. وقد دعا السيسي رجال الدين الذين تجمعوا في جامعة الأزهر بالقاهرة إلى القيام بثورة دينية.
إن الإصلاحات السياسية التي قام بها الرئيس المصري قد جعلت بلاده أقرب في العلاقات من إسرائيل أكثر من أي وقت مضى. واليوم يقوم السيسي بما لم يقم به السادات فهو يتشارك المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل ويرسل قوات مصرية إلى غزة لتدمير شبكة الأنفاق التي تستخدمها حماس لتهريب السلاح. وخلال آخر حرب بين حماس وإسرائيل قادت مصر تحالفا من الدول العربية المعتدلة مثل الأردن ودول الخليج والسعودية من أجل تشجيع إسرائيل ولو سرا. وقد أرسل السيسي قواته الجوية لضرب أهداف للدولة الإسلامية في ليبيا بعد أن قامت بذبح مصريين أقباط.
كل هذا شيء جيد، ولكن ماذا يستفيد السيسي من إمعانه في الإصلاح الديني. في يناير كان السيسي أول قائد عربي يطالب بإصلاح للإسلام. في الحقيقة، لم يقم أي شخص عربي سواء كان ديني أو سياسي بالحديث عن التيارات الأصولية في الإسلام. لقد قام السيسي بذلك في الأزهر حيث دعا رجال الدين لإصلاح الإسلام الذي لا تزال جذوره تمتد إلى القرن السابع الميلادي. غير أن السيسي تظهر عليه مؤشرات غريبة للإسلام، فيمكنك أن تجد في جبهته ما يعرف باسم "الزبيبة" وهي البقعة السوداء على الجبهة والتي تظهر من كثرة السجود. السيسي رجل تقي.
وفي مقابلة مع وول ستريت جورنال، أوضح السيسي خلافاته مع خصومه من الإخوان المسلمين. وقال السيسي، "هناك مفاهيم خاطئة وسوء فهم للإسلام الحقيقي. إن الدين تحميه روحه وجوهره ولا يحميه الأشخاص. يأخذ الناس جوهر الإسلام فقط ويحولونه يمينا ويسارا." وتابع السيسي قائلا، "إن الدين الإسلامي الحقيقي إنما يمنح حرية مطلقة لجميع الناس أن يؤمنوا به أو لا يؤمنوا. ولم يكن الإسلام يقتل الناس يوما لأنهم يكفرون به. ولم يقل الإسلام يوما أن المسلمين في الجنة وغيرهم في النار.
إن الغالبية العظى من المسلمين هم كما وصفتهم أيان حيرسي علي في كتابها "مسلمين مكيين". إنهم مسلمون ملتزمون بشكل متزمت ويتبعون القرآن ولا يدافعون عن الجهاد وينبذون العنف.