ذا أمريكان سبكتاتور :حقوق الإنسان بين مصر وإيران: واشنطن بوست لاتزال مستمرة في نفاقها

بقلم ايثر جولدبرج : 25 مايو 2015

 

منذ بضعة أشهر حيث تولى السيسي منصبه؛ تناول أحد المسئولين في صحيفة واشنطن بوست قضية انتهاكات مصر "لحقوق الإنسان".  ويبدو أن جميع هذه المقالات له نفس القالب والمضمون فغالبًا ما تستخدم المادة ذاتها ونفس النقاط المضللة. تبدو هذه المقالات وكأنها عمود أخبار، ومقالاً افتتاحيًا، ومقالات رأي أو كقصة "كيف يؤثر ذلك على أسرة مصرية واحدة في أمريكا" في المترو. الخميس الماضي، مقال " Human Rights Under Sisi Suck" (حقوق الإنسان في ظل حكم السيسي يرثى لها" اتبع النمط المتبع. 

 

وصف السيسي لأول مرة زيفًا أنه تولى السلطة نتيجة انقلاب. في الواقع تولى السيسي السلطة بنفس الطريقة التي جاء بها مرسي للسلطة: عبر انتفاضة شعبية كما هو موضح في مقالة سابقة. الاختلاف الوحيد أن مرسي صعد إلى السلطة عقب انتفاضة ضد حسني مبارك والذى ركب موجتها جماعة الإخوان المسلمين المصرية وبدعم من الإدارة الأمريكية وخضوعًا للضغوط الشديدة التي مارستها الإدارة مما أدى إلى تنحي مبارك وانتخاب مرسي. 

 

منح مرسي نفسه بصفته رئيسًا كثير من الصلاحيات فأصدر مرسومًا يتخطى المراجعة القضائية وفرض منفردًا دستور إسلامي على الشعب المصري. نزلت المصريون مرة آخرى إلى الشوارع احتجاجًا على بقاء مرسي في السلطة في 30 يونيو/ جزيران 2013 بعد مرور عام واحد فقط على انتخاب مرسي؛ سرعان ما خرجت الأمور عن السيطرة وأعطاه الجيش مهلة 48 ساعة للتوصل ولكن أدار ولكن في ظل تخلي أوباما عنه لم يكن مرسي مستعدًا لتقديم تنازلات وأطيح به في "انقلاب".  

 

هل كان ذلك منافي للديمقراطية؟  فاز السيسي في الانتخابات التي أجريت في مايو/ أيار 2014 فوزًا ساحقًا بغالبية الأصوات 96.9%. ولازال حتى اليوم رئيسًا للبلاد ويحظى بشعبية كبيرة من الشعب المصري والتي لا يحظى بها من جانب الإدارة الأمريكية. 

 

مع تعالي صرخات انتهاكات حقوق الإنسان والتي تقودها الإدارة. فإن التجاوز الوحيد الذي وصفته واشنطن بوست كان في ظل الرئيس مرسي وليس في ظل حكم السيسي. ولكن إن لم تقرأ بعناية؛ قد تعتقد أن قتل القوات العسكرية لسبعة وعشرين قبطيًا شاركوا في مظاهرات سلمية منددة بالهجمات الطائفية على الكنائس، واقتحام قوات الأمن لعدد من المنظمات دولية غير حكومية (من بينهم اثنين ممولين من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية)، وغيرها من الفظائع التي حدث في عهد السيسي، ستجد الإخوان متورطون في أي من هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان. 

 

وتجرأت واشنطن بوست بوقاحة لاقتباس قول أحد "النشطاء" كان مبارك أكثر قبولاً لنقد الولايات المتحدة الأمريكية و"الدول الآخرى" أكثر من السيسي. حسنًا أنظر أين هو الآن، فقد تعلم معظم حلفائنا التقليديين أنه سيستفيد أكثر بكثير إذا أصبح عدوًا لأمريكا بدلاً من أن يصبح صديقًا لها.  وقد أقرت واشنطن بوست مؤخرًا فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان غياب المداهمات المثيرة مؤخرًا. وبالرغم من ذلك أعربت عن قلقها من استهداف منظمات المجتمع المدني. فما لا تخبرك به واشنطن بوست، أن مصر عليها أخذ الحذر من أوباما وعودة البلطجية المدنسين في جماعة الإخوان المسلمين. 

 

من المثير للاهتمام أن تنظر إلى ما تقوله الحملة الدعائية عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران. فقليلاً ما تستنكر ما تفعله إيران بخاصة في هذه المرحلة الحاسمة حيث يحاول أوباما التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران مما سيجعل من أسطورة. بينما ما نحصل عليه في نهاية مجرد قصة عن مجموعة من الإيرانين يرقصون في شوارع طهران فرحًا بإعلان التوصل لإطار الاتفاق النووي. ليس لدي أدنى شك أن الملا كان يرقص أيضًا أنهم حصلوا على ما أرادوا دون الوقوع في شباك جون كيري. 

 

فقد علمونا مسبقًا أن جل اهتمامات الإيرانين ليست الديمقراطية ولكن المنافع المدية والتي قد يحصلون عليها من وراء ذلك الاتفاق.  في حين تقف إيران لجني ثمار الاتفاق النووي، لا يوجد دليل أن أيًا من تلك الثمار سيذهب للشعب معدا الجماعات الإرهابية التي يتبناه النظام. وشهدنا أيضًا معارضة اليهود المنفيين لذلك الاتفاق. ولأول مرة تطرق إلى مسامعي مصطلح اليهود المنفيين من الدول الإسلامية. 

 

من المثير للاهتمام أيضًا مصادر المعلومات التي تأخذ عنها واشنطن بوست معلوماتها حول كيف يشعر الإيرانيين المنفيين من المجلس الإيراني الأمريكي – الذي يترأسه تريتا بارسي وهو صديق قديم لجواد ظريف (وزير الدفاع الإيراني) الذي كان يحوم ويدور حول جون كيري في المفوضات مع إيران. بينما يدعو محسن مخملباف، أحد قادة الحركة الخضراء في إيران- بارسي بأنه مدافع (عضو الجماعة الضاغطة) للنظام الإيراني. وقد وافق الإيراني المنشق أمير فخرافار – الحائز على جائزة أني تايلور للصحافة – مع هذا التقييم. ما بين الظالم والمظلوم، فثق دائمًا أن واشنطن بوست في صف المستبد الظالم.