إسرئيل ناشونال نيوز
بن إيريال
25 مارس 2015
وقع الأردن وروسيا الثلاثاء 24 مارس اتفاقا حكوميا للتعاون لبناء وتشييد أول محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه في الأردن بكلفة 10 مليارات دولار.
ووقع الاتفاق عن الجانب الروسي سيرغي كيريينكو المدير العام للوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية "روس آتوم"، وعن الجانب الأردني رئيس هيئة الطاقة الذرية خالد طوقان، وتمنح هذه الاتفاقية الصبغة القانونية لبناء المحطة بمشاركة روسيا.
وسيتم لاحقا رفع الاتفاقية إلى مجلس الوزراء الأردني لإعداد مسودة قانون للمصادقة عليه عبر القنوات الدستورية قبل عرضه على مجلس الأمة.
وأشاد المدير العام للوكالة الفدرالية الروسية للطاقة الذرية "روس آتوم" سيرغي كيريينكو عقب توقيع الاتفاقية بثقة الطرف الأردن في "روس آتوم"، حيث قال: "أؤكد
أن "روس آتوم" والقطاع النووي الروسي يعتبران أن دعوة الأردن لنا لتشييد أول محطة نووية في البلاد ليس إلا دليلا عن ثقة الأردن بنا"، مؤكدا أن روسيا ستستخدم جميع الخبرات المتاحة لبناء أحدث محطة والأكثر أمانا.
وتأتي أهمية هذه المحطة الكهرذرية من حاجة الأردن الملحة لمصادر الطاقة والماء، إذ تستورد المملكة نحو 96% من حاجتها من المشتقات النفطية للاستهلاك المحلي وتوليد الكهرباء.
يشار إلى أن قيمة واردات الأردن من النفط الخام ومشتقاته كانت قد بلغت في شهر يناير/كانون الثاني الماضي نحو 189 مليون دينار، ما يعادل 266 مليون دولار، وتشير الدراسات
إلى أن الطلب على الكهرباء في الأردن سيتضاعف بحلول عام 2020، كما تعد المملكة واحدة من أفقر عشر دول في العالم بالمياه إذ يتجاوز العجز المائي 500 مليون متر مكعب سنويا بحسب تقديرات المسؤولين.
وينص الاتفاق على آليات دعم حكومتي البلدين لمشروع المحطة الكهرذرية، وتأخذ "روس آتوم" على عاتقها توريد الوقود النووي للمفاعل لمدة عشرة أعوام بدءا من عام 2022، على أن تقوم عمان بإعادة الوقود النووي المستهلك إلى روسيا للتخلص منه بالطرق المناسبة.
وكان الأردن اختار في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2013 شركتين روسيتين لبناء وتشغيل أول محطة كهرذرية في المملكة، وتم اختيار شركة "أتوم ستروي اكسبورت" الروسية كجهة
مزودة للتكنولوجيا النووية، وشركة "روست أتوم اوفرسيز" الروسية كشريك استراتيجي ومستثمر ومشغل للمحطة الكهرذرية الأردنية الأولى، وتم أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني
الماضي توقيع اتفاق مبدئي بشأن بناء مفاعلين ذريين بقدرة 1000 ميغاواط لكل منهما، ليشغل الأول عام 2021، يليه الثاني بعد عامين.
وسيساهم الجانب الروسي بنسبة 49% من كلفة المحطة الكهرذرية فيما تبلغ نسبة الجانب الأردني 51%. واختير موقع "عمرة" الذي يبعد حوالي 75 كلم شرق عمان مكانا لإقامة
المحطة الكهرذرية. يشار هنا إلى أن الأردن يملك احتياطات مثبتة من اليورانيوم المركز بكمية 37 ألف طن، يستخدم لإعداد وقود للمفاعلات النووية، ويتوقع أن تزيد هذه الكمية بمقدار
يتراوح ما بين 17 إلى 21 ألف طن ما يوفر للمملكة على المدى البعيد الاستقلال في مجال توليد الطاقة.