عالمة ذرًه مصرية تعيش في إسرائيل : مصر تجهز للحرب على إسرائيل

إسرائيل ناشونال نيوز​: أري ياشار

نهى حشاد البالغة من العمر51 عاما والتي غادرت مصر في 2011 بعد أن جعلها دعمها لإسرائيل هدفا للتعذيب طوال سنوات، قد عرضت رؤى إشكالية حول بناء جيش مصر في شبه جزيرة سيناء لقتال المنظمات الإرهابية هناك. وبالحديث إلى إميلي العمروسي من إسرائيل اليوم من بيتها في حيفا، سؤلت حشاد أن تتحدث عن أعمال مصر في سيناء حيث الجيش المصري يقوم بمحاربة الجماعات الراديكالية كأنصار بيت المقدس تلك الجماعة التي أعلنت مؤخرا ولاءها للدولة الإسلامية. 

 

وقالت حشاد، "كل هذا من أجل العرض فقط. ففي سباق الرئاسة، كانت أنصار بيت المقدس تؤيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي لم يكن يقاتلهم."  وقد حذرت العالمة النووية من أن مصر تجهز للحرب مع إسرائيل. وتقول أن الجيش المصري يقوم بتسليح حماس وتدريبها في غزة. كل من يعرف العربية يمكنه أن يسمع المخابرات العسكرية المصرية وهي تتحدث عن قنوات واسعة تفتح بين إسرائيل ومصر سوف يتم استخدامها في الوقت المناسب." 

ويعكس هذا التحذير تقييم الدكتور شاؤول شاي، النائب السابق لرئيس مجلس الأمن الوطني الإسرائيلي، والذي كتب في إسرائيل ديفينس في ديسمبر الماضي بأن مناورة "بدر 2014" العسكرية، والتي تعد الأكبر منذ عقود، إنما كانت تعني التجهيز من أجل صراع محتمل مع إسرائيل.  وقد تحدثت حشاد إلى الصحيفة الإسرائيلية حول ثقافة الكراهية لإسرائيل والمنتشرة في مصر بالرغم من معاهدة السلام الطويلة بين البلدين.  وقالت إن الصراع بين إسرائيل والعرب الفلسطينيين ليس السبب في كراهية المصريين لإسرائيل، بل إن النضال الفلسطيني ناتج عن كراهية المصريين للإسرائيليين. وجدير بالذكر أن مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية قد خدم في الجيش المصري. كما أن المنظمة قد تشكلت في عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر. 

وقالت حشاد، "يعطي اللواءات المصريين محاضرات في كل مكان ويحدثون بروايات عن أن إسرائيل هي العدو الوحيد للعرب وأنها الهدف الوحيد. كما أن إثارة العواطف ضد اليهود بات أمرا يوميا في التلفاز وفي الأفلام من قبل ممثلين مشهورين. إنهم يتعاملون مع إسرائيل على أنها ظاهرة مؤقتة."  كانت مصر تقوم بمنطقة عازلة كبيرة داخل غزة على الحدود الجنوبية لها مع سيناء وقاموا بتهجير آلاف السكان المحليين. وفي فبراير الماضي، قامت بلد النيل بتوقيع اتفاقية سلاح بقيمة 2 مليار دولار مع روسيا ويوم الثلاثاء الماضي قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما برفع الحظر عن المساعدات العسكرية والتي كانت معلقة بسبب الانقلاب العسكري الدموي والذي أتى بالسيسي إلى السلطة في يوليو 2013. 

"القرآن نص صهيوني" 

حصلت حشاد على الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة بني سويف وقامت بتدريسها في الجامعة وفي جامعة القاهرة أيضا. كما أنها قامت بإنشاء معملها الخاص للأبحاث.  وقد ولدت حشاد كمسلمة في القاهرة، وقد التحقت بمدرسة خاصة في لسعودية حيث درست الإسلام. وتنحدر حشاد بأصولها إلى الحسين بن علي حفيد النبي محمد والذي يعد ملهم الطائفة الشيعية في الإسلام. وقد أخبرت إسرائيل اليوم بأن أسرة والدها كان لها اتصال باليهودية قائلة، إن اسمي الأخير كما هو واضح "حشاد" وهو منحدر من اسم يهودي "حاسيد" وبعد تلقي فرصة من قبل بروفيسور إسرائيلي عبر بريد إلكتروني في 1999 وتعنت الحكومة المصرية ورفضها حضور المؤتمر في القدس أو مغادرة مصر، صار لديها ولع بالشعب اليهودي وهو الأمر الذي نشر في مقال في البي بي سي حيث قالت أن القرآن أشار إلى هيكل الملك سليمان. 

وقالت حشاد، "لقد اكتشفت أن القرآن ذكر حقوق اليهود في أرض إسرائيل بشكل صريح. ومن خلال المزيد من تحرياتي اتهمت بصراحة أنني أدعم الصهيونية. إذا صرت صهيونية فإن هذا يعني أن أرض إسرائيل إنما تكون لشعب إسرائيل ولذلك فإن القرآن كتاب صهيوني."  وذكرت حشاد أن القرآن يقول بأن أرض إسرائيل هي لقوم موسى. من هم قوم موسى "أليسوا بنو إسرائيل؟ وقد ظهر هذا جليا في كتب تفسير القرآن. ويعرض الشيوخ هذا، ولكنهم يحرفون في الرواية لينكروا حق اليهود في أرضهم. 

 

قمع شرطي سري

ولحرصها على كشف معلومات مخفية عن القرآن، ذهبت حشاد إلى مكتبة جامعة الأزهر، والتي تعتبر واحدة من أهم المستودعات الإسلامية للنصوص والبحث.  وفي الأزهر، قالت للعمروسي أنها وجدت تفسيرا أصليا للقرآن قبل أن يسيس وهو تفسير صحيح. إن أرض إسرائيل هي لليهود. وقد تم العثور على بحث حشاد وقامت الشرطة باعتقالها. وفي 2002 اعتقلها ضابط شرطة كان يقوم بضربها وشتمها مرارا وتكرارا.  وفي السجل لم تقدم لها الرعاية الطبية وألقيت في زنزانة مع غيرها من النساء قال لهم الضابط أنه أحضر لهم امرأة يهودية فأروني ماذا ستفعلون بها. وقد تركها الضابط لتنتهك من قبل النساء في الزنزانة وفي مرحلة أخرى جاء ضابط آخر إلى الزنزانة لضربها بلوح من الخشب. وبعد عدة أيام من التعذيب أفرج عنها ولكنها اعتقلت خمس مرات أخريات خلال العامين التاليين.  وقالت، "في أحد المواقف، أخذني الضباط إلى المعبد اليهودي وسكبوا الجاز علي وهددوني بعود ثقاب مشتعل بالقرب من أذني. وأخبروني أنني أمثل لهم تطلعا لديهم بقتل جميع اليهود. هذا ما يحدث لكل من يتحدث لصالح إسرائيل في مصر." 

 

الخروج من مصر

وقد حصلت حشاد أخيرا على فرصتها للخروج من مصر في 2011 حيث أسقطت ثورات الربيع العربي نظام مبارك.  وقالت لإسرائيل اليوم، "لقد شاركت في المظاهرات في ميدان التحرير. وقد كانت أحداث الربيع العربي كالمعجزة. كان الربيع العربي بمثابة تأشيرة خروج بالنسبة لي من مصر. انهارت الأجهزة الأمنية. وقد تقدمت بطلب للسفر إلى الأردن للعلاج، فقد تسبب التعذيب الذي تعرضت له في شلل بالظهر والقدم وقد تحطمت فكي واحتجت لإجراءات عملية جراحية."  كانت قادرة على السفر إلى الأردن ومنها إلى إسرائيل حيث استطاعات أخيرا أن تتغلب على الصعوبات الدبلوماسية وأن تقيم حياتها.  وقالت حشاد، "إن إسرائيل جوهرة. إسرائيل ماسة وأنا محظوظة لكوني هنا."  والآن تعمل حشاد على إنشاء مركز لدعم السلام في الشرق الأوسط من خلال مواجهة ثقافة الكراهية تجاه إسرائيل.