فرست لوك
جلين جرينوالد
31 مارس 2015
بالأمس، صرح النظام المصري بأنه كان يحاكم الشهود الذين يقولون أنهم رأوا ضابط الشرطة يقتل الشاعرة غير المسلحة والناشطة خلال مظاهرة، والتي تعد آخر أعمال انتهاك حقوق الإنسان التي تضم أيضا سجن الصحفيين والأحكام بالإعدام على المتظاهرين. وفي يونيو الماضي، قالت هيومن رايتس ووتش أن قوات الأمن المصرية قد نفذت اعتقالات واسعة وحالات تعذيب تعيدنا إلى الأيام السوداء إبان حكم مبارك.
واليوم، يعلن البيت الأبيض أنه خلال مكالمة هاتفية مع الطاغية المصري عبد الفتاح السيسي، قام الرئيس أوباما بنفسه بتحرير الأسلحة المعلقة من أجل نظام السيسي وأكد كذلك على أنه سيسلم 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية. وقال البيت الأبيض: تحدث الرئيس باراك أوباما إلى الرئيس المصري عبد الفتاح المصري اليوم بخصوص علاقة المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر وكذلك بخصوص التطورات الإقليمية والتي تضم كلا من ليبيا واليمن. وأخبر الرئيس أوباما الرئيس السيسي أنه سوف يقوم برفع هذا التعليق التنفيذي القائم منذ أكتوبر 2013 على طائرات إف 16 وصواريخ هاربون ودبابات M1A1. وقال الرئيس أوباما لنظيره المصري أنه سيظل يواصل مطالبته بمساعدات العسكرية السنوية البالغ قيمتها 1.3 مليار دولار إلى مصر.
ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة لا ينبغي عليها أن تقوم بدعم الطغاة بالسلاح والمال، لا تقلقوا! فخلال المكالمة، "عبر الرئيس أوباما أيضا عن القلق الأمريكي من حالات السجن المتواصلة في مصر لنشطاء غير متطرفين وكذلك المحاكمات الجماعية، وقد شجع أيضا على زيادة احترام حرية التعبير والتجمع وأكد على أن هذه القضايا تلأ محل اهتمام للولايات المتحدة."
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بالدعم الكبير للحملة العسكرية التي تقودها السعودية على اليمن والتي تضم أيضا عددا من طغاة المنطقة (والمعروفين بأنهم من أقرب حلفاء أمريكا). ولذلك فالولايات المتحدة، كعادتها، تقف كتفا إلى كتف مع بعض الأنظمة القمعية في المنطقة والتي يعتمد وجودها بشكل جزئي على السخاء الأمريكي المقدم لهم وهو ما يجعلنا نثير مقولة قديمة: لماذا يكرهوننا؟
إن خطوة أوباما تلك على الرغم من كونها غير مثيرة للدهشة فإنها مثيرة للقلق حيث أن النخب السياسية الأمريكية – من بيل وهيلاري كلينتون وهينري كيسنجر ومادلين أولبريت – إلى جانب اليمين الإسرائيلي قد أثنوا على السيسي بشكل لم يقوموا به على مدار عقود مع مبارك. فقد قالت هيلاري كلينتون في 2009 أنها بالفعل تعتبر الرئيس مبارك وزوجته أصدقاء لعائلتها. "ولذلك فإنني آمل أن أراه دائما هنا في مصر وفي الولايات المتحدة."
من هم الذين صار إقناعهم أمرا أكثر مأسواية: هؤلاء الذين يصدقون بالفعل أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة يحركها رغبة في نشر الحرية والديمقراطية للنساء والرجال والبشرية أم أولئك الذين يسخرون بازدراء جامح كلما طرح الاقتراح مع ضحكة ساخرة؟