بقلم جاك موري: 22 مايو 2015
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا زال يعتبر الرئيس مرسي المخلوع رئيسًا للبلاد وليس القائد الحالي عبد الفتاح السيسي. الرئيس التركي الذي تحدث عن مصر في عهد السيسي وأدلى بتصريحات في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس الوزراء البوسني – ملادن ايفانيتش- بعد الاجتماع المنعقد مع المجلس في العاصمة البوسنية سراييفو.
صرح أردوغان في المؤتمر الصحفي "لقد صرحت في المنابر الدولية أنني لا أقبل السيسي رئيسًا واليوم أعلنها من جديد ففي وجهة نظري أرى الرئيس المصري هو الرئيس محمد مرسي وليس السيسي الإنقلابي." وأضاف قائلاً " لا يمكننا نحن ممن يؤمنون بالديمقراطية قبول هذا الإنقلاب والاعتراف به" وأوضح قائلاَ مشيرًا إلى الإطاحة بالرئيس مرسي في يوليو/ تموز 2013 آثر احتجاجات الشارع الجماهيرية المناهضة لحكمه بالرغم من كونه أول رئيس مصري منتخب.
واجه مرسي الأسبوع الماضي عقوبة إعدام مثيرة للجدل على أثر إدانته في قضية الهروب من السجن في عام 2011، عندما هرب مع الآلاف من الإسلاميين وأنصار جماعة الإخوان المسلمين من عدة سجون. وقد اطلق أنصاره من حركة الإخوان المسلمين التهمة " هزلية". وحكم على أكثر من مائة شخص بالإعدام على خلفية تلك الأحداث. وعلى الرغم من ذلك لابد من عرض الحكم على أمام أعلى هيئة دينية في مصر –المفتي- قبل أن ينفذ الحكم.
أدان أردوغان هذا الأسبوع غياب الغضب الدولي إزاء الحكم الصادر في حق سياسي منتخب ديمقراطيًا. طالب الرئيس التركي في كلمة ألقاها في اسطنبول " الاتحاد الأوربي والغربي، الم تلغى عقوبة الإعدام؟ إذا صح ذلك، ألا توجد أية عقوبات لمن ينفذ تلك العقوبة؟ ماذا تنتظرون؟ لماذا تقفون دون حراك؟ وبالرغم من ذلك واجه السيسي انتقادات من شخصيات سياسية بارزة آخرى تنتقد قيادته مما يعوق آماله في ارتفاع نفوذه في المسرح العالمي ويتجلى ذلك في تأييده لتشكيل قوة عربية مشتركة كرد فعل عن ما يحدث في اليمن.
كشف رئيس البرلمان الألماني نوربرت لاميرت، هذا الأسبوع، أن ألغى لقاءه المقرر انعقاده الشهر المقبل في برلين مع الرئيس السيسي بسبب "الاضطهاد المنظم في حق جماعات المعارضة، والاعتقالات الجماعية، والإدانات بالسجن لفترات طويلة فضلاً عن أحكام الإعدام الهائلة." أعرب بنيامين ديكر- كبير محللي المخابرات في استشارات المخاطر الجيوسياسية ذا لافنتين جروب الكائنة في تل أبيب- بالرغم من تعرض السيسي لانتقادات على الساحة الدولية إلا أنه يعلم أهمية مصر الاستراتيجية لحلفائها الرئيسيين مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي سيحتفظ بدعمهم. وأضاف قائلاً "يمكنك على المدى القصير رؤية قليل من التداعيات في العلاقات مع ألمانيا على سبيل المثال والتي تعد أكبر قوى في الاتحاد الأوربي"، "وفي الوقت نفسه، فقد بدى يتلاشى المعسكر الأمريكي الذي يمد مصر بمساعدات عسكرية كل عام."
أوضح ديكر "يعرف السيسي جيدًا أن الموقع الجغرافي لمصر سيحيل بين تخلي العالم عن دعمها"، "فإن مصر تحارب الدولة الإسلامية، وتواجه في الوقت ذاته الوضع الليبي، ويزداد الوضع سوءً مع أزمة اللاجئين الأفارقة القادمين من شواطئ البحر الأبيض المتوسط. لذلك لدى السيسي كثير من الفرص ليبرئ نفسه على الصعيد السياسي الأوربي والدولي." بعد تولي السيسي السلطة في يوليو/ تموز 2013، عقد السيسي انتخابات الرئاسية لعام 2014 حيث حقق فوزًا ساحقًا. من ثَّم شن حملة على جماعة الإخوان المسلمين منعهم من الترشح في الانتخابات وأعلن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
حكم قاضي مصري العام الماضي على 683 شخص من بينهم زعيم آخر لجماعة إخوان المسلمين -محمد بديع- بالإعدام ضمن محاكمة جماعية مما أثار انتقادات جماعات حقوق الإنسان والناشطين. إلا أن تم تنفيذ حكم إعدام ولازالت بقية الأحكام قيد الاستئناف.